بعزته تفائل

بعزته تفائل

 

في الاية الكريمة  (يسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

وما ورد في صحيح البخاري ومسلم عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يهرم ابن آدم ويشب معه اثنتان: الأمل وحب المال". وفي صحيح مسلم بلفظ :" ويشب معه اثنان: الحرص على المال، والحرص على العمر". نسأل الله أن يرزقنا القناعة وحسن الأمل فيه، وفيما عنده في الدار الآخرة اشارة وتاكيد علي التفاؤل وعدم التشاؤم

وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا

فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها ) متفق عليه

ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ) متفق عليه

والحقيقة الثابتة التى لا مراء فيها ان التفاؤل والثقة بالله هو النّور الذي يُعطي للحياة طعمها ولونها الجميل، وهما نبراس الأمل الذي يجب أن يحمله الانسان أينما ذهب . التفاؤل هو اجمل انواع السعادة الحقيقيّة التي تدفع الإنسان نحو العمل والابداع والإنجاز، والثقة بالله هو الطريق لهذا التفاؤل ووقود مسيرة خاصة اذا تلاقي المتفائلون بالله واتحدت رؤيتهم واستمتعوا باشارات الله سبحانه وادركوا وتمعنوا برموز الكون وابداعاتها وقدره الجميل

ومما لاشك فيه ان التفاؤل والثقة بالله يجلبان للإنسان الخير، ويفتحان له أبواب الرزق المغلقة، فقط عليه أن يتفاءل ولتكن ثقته بالله عن يقين وايمان وان الله سيبدل الاحوال الي احسنها . يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر، ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل. الأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلّا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة. الناس معادن تصدأ بالملل، وتتمدد بالأمل، وتنكمش بالألم. الإنسان دون أمل كنبات دون ماء، ودون ابتسامة كوردة دون رائحة، ودون إيمان بالله وحش في قطيع لا يرحم. المتفائل يقول إن كأسي مملوءة إلى نصفها، والمتشائم يقول إن نصف كأسي فارغ. سر الحياة، والتفاؤل أن يكون لدى المرء من الحمق ما يجعله يعتقد أن الأفضل لم يأت بعد. الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء. المؤمن كالورقة الخضراء، لا يسقط مهما هبت العواصف. الزهرة التي تتبع الشمس تفعل ذلك حتى في اليوم المليء بالغيوم. هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة. الفرق بين نظرة الأمل، والنظرة التشاؤمية، هو أنّ الأمل ينظر للحياة كما ينبغي أن تكون، أما التشاؤم فإنّه ينظر للحياة كما هي. التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة. كن حامدًا شاكرًا لله في كل أوقاتك وأحوالك وسيأتيك الأمل والتفاؤل والرضا من أوسع أبوابه. كن صاحب نية طيبة، ووجه بشوش، وكلمة طيبة، وسترى الأمل والتفاؤل والخير يأتيك من أوسع أبوابه. ازرع السعادة في أرض التشاؤم، واسقها بالأمل والتفاؤل، وستجني ثمار الراحة والطمأنينة. تذكر يا صديقي، إن الأمل شيء جيد، والأشياء الجيدة لا تموت أبداً. قد يتحول كل شي ضدك، ويبقى الله معك، فكن مع الله يكن كل شي معك. إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة، وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة، وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء. العقل القوي دائم الأمل، ولديه دائماً ما يبعث على الأمل. أحياناً يغلق الله سبحانه، وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا بابا آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزه، ووقته، وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه. انظر للحياة بجانب مشرق وسعيد اقنع نفسك وردد أنك سعيد، وأنك تمتلك أسباب السعادة اكسر اليأس بكلمات التفاؤل، والفرح، وكل ماداهمك اليأس دع الأمل يشرق في قلبك، واصرخ بصوت عالٍ أنك سعيد، وليس للحزن مكاناً في قلبك. ابتسم ودع كل من حولك يبتسم لأجلك، ابتسم فأن في الابتسامة راحة وصحة، ابتسم ودع الحياة تشرق لك بألوانها الزاهية، ابتسم ودع الفرح ينعش روحك، وابتسم وتوكل على الله وتفائل، ابتسم وتذكر إن بعد العسر يسرا. التفت إلى ما حولك، وأنظر له بنظرة مشرقة، ومتفائلة، حتماً ستجد الجمال، والرضا، والسعادة. تفائل، والجأ إلى الله أُفرش سجادتك في ظلام الليل، والناس نيام، والهدوء يسكن الأرجاء، وألح بالدعاء وتذلل وتمتع بتذللك الي الله فانت عبد وهو جل جلاله رب

تشبث بالله وبسفينته ومنهاجه وثق في قدرته التى وسعت كل شئ كرحمته تماما

لا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غد جميل. إذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة، فلا تسعَ لمن غرس في قلبك سهماً ومضى ونسي أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا، وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة، فابحث عن قلب يمنحك الضوء خاصة اذا كان اللقاء قدرا مقدورا ولا تترك نفسك رهينة لأحزان اليالي المظلمة. وأحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه وننسى، إن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا، وإن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة فابحث عن قلب يمنحك الضوء، ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمة وتهلك فيها وتصبح أسيرا لحزنك ومصابك، عليك التحلي بالشجاعة والقوة لتخطي كل هذا، واجعل الأمل والحب والتفاؤل سلاحك القوي في محاربة أحزانك ونشر السعادة في حياتك. كما قيل ولا زلنا نؤكد ونقول :- لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، وهذه قاعدتي في الحياة لتجعل أملك كله بنفسك القوية، لتكن أنت نبراس الحياة ومصباح الأمل لتحقق أملك، وكن أنت عبرة حسنة للذين حولك ليتعلموا منك معنى الإصرار والتفاؤل والأمل بالحياة فربما كنت انت علي حالتك تلك مرساة لسفينة احدهم او واحة امن وامان لمن حولك دون ان تشعر انت ، فكل من صبر على أحزانه وألآمه نجى بالأمل، فالأمل والتفاؤل هم سلاح كل ناجح وقوي قال الشاعر :

                  دع المقادير تجري في أعنتها     ولا تبيتن إلا خالي البال

                  ما بين غمضة عين وانتباهها    يغير الله من حال إلى حال