الوعي السياحي

الوعي السياحي

 كتبت دكتوره / ضحي صلاح الدين 

تميز النظام الاجتماعي القائم وهو الرأسمالية المتحول للعولمة؛ بتحول العالم لقرية واحدة، وذلك بذوبان الحدود القاسية بين الدول والبشر، وأصبحت اليوم العلاقات الاجتماعية بلا حدود مما أثر على الخدمات السياحية بشكل أو بأخر؛ وأصبح الفرد يتطلع لإنشاء علاقات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتوطيد هذه العلاقات

بالمقابلات وجهاً لوجه عن طريق السفر للقاء هؤلاء الأشخاص ورؤيتهم عن قرب.

ونجد أن مفهوم السياحة قد تطور في عصر العولمة ولم يصبح من الصعب عمل رحلات سياحية، بل أصبحت السياحة من ضروريات الحياة، نظراً لتغير احتياجات الأفراد المستحدثة ومنها السفر للعمل إلى جانب أن الرفاهية أصبحت جزء من النظام الاجتماعي السائد، مما يفرض على الدول الاستفادة من ذلك بدعم صناعة السياحة، وذلك عن طريق الوعي السياحي للمواطنين سواء لتنشيط المنتج السياحي الداخلي، أو توعية المواطنين لكيفية استقبال السائحين والتعاون معهم بشكل حضاري لدعم السياحة، بالإضافة إلى التوعية بأهمية السياحة لدعم اقتصاد الدولة، ومواجهة جزء من البطالة. فنجد في السنوات السابقة قامت الكثير من الدول السياحية بنشر الوعي السياحي للوصول إلى تحقيق أهدافها في التنمية السياحية، كانت في ذلك منتهجة أساليب علمية وبرامج توعوية تستهدف المواطن بالدرجة الأولى وذلك  باعتباره عنصر مهم في نشاط المنظومة السياحية، وللوعي السياحي أهمية كبيرة في تعزيز أهمية السياحة والاعتزاز بالمقومات السياحية ومظاهر الحضارة، فنجد أن الخصوصية الثقافية للمجتمع تعكس الحس السياحي للأفراد.

ونجد أن من أهم النشاطات والقطاعات السياحية ؛ السياحة الصحية وهي قطاع مهم وحيوي وخصوصاً في مصر التي تتمتع ببنية تحتيه صحيه هائلة وفريق طبي متميز في كل التصصات وكذلك  بطبيعة مناخية مميزة، إلى جانب أنها اشتهرت بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالى من الرطوبة وماتحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العديدة، وتعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة.

نجد انتشار العيون الكبريتية والمعدنية التى تمتاز بتركيبها الكيميائى الفريد؛ والذى يفوق فى نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية فى العالم كله. فضلاً عن توافر الطمى فى برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفى العديد من امراض العظام وامراض الجهاز الهضمى والجهاز التنفسى والامراض الجلدية وغيرها ، كما ثبت ايضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلى عن طريق الدفن فى الرمال. كما اكدت الأبحاث أن مياه البحر الاحمر بمحتواها الكيميائى ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية . وتتعدد المناطق السياحية التى تتمتع بميزة السياحة العلاجية فى مصر وهى مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة مثل : حلوان، عين الصير، العين السخنة، الغردقة، الفيوم، منطقة الواحات، اسوان، سيناء، واخيراً مدينة سفاجا الرابضة على شاطىء البحر الاحمر والتى  والتى تزورها الأفواج السياحية وتأتى شهرتها بأن الرمال السوداء لها القدرة على التخلص من بعض الأمراض الجلدية.

يشكل الوعي بالسياحة الصحية في مصر أهمية كبيرة في تحسين الصورة السياحية في المجتمع بشكل عام، والتقليل من بعض الآثار السلبية التي ترافق الصناعة السياحية في مجمل الأمر، ويكون دعم الوعي بالسياحة الصحية من خلال بناء مجتمع مثقف سياحياً، وعلى دراية بأهمية الإنجازات والنجاحات التي يحققها القطاع السياحي ودور السياحة الصحية الجامع بين طلب الشفاء والترفيه، وهذا الوعي لا يتحقق إلا من خلال تضافر جهود كافة الجهات داخل المجتمع، ذلك لأن عملية تطوير السياحة لا يتوقف مسارها  القطاعين الخاص والعام، بل على المجتمع ككل، والنظر إلى العائد الذي يقدمه هذا القطاع من فرص ومكاسب اقتصادية تنعكس في النهاية على أفراد المجتمع.