بين الحب والعشق

بين الحب والعشق

حين تكون انت مع انت وتمتزج روحك بروحك تجد نبض حياتك قد زادت طاقته بشكل يفوق الوصف وتزداد مع الايام اذا كان الحب متجردا ولله وفي الله

حين تغمض عينيك فترى من تحب وتنشغل بالدنيا فلا يفارقك طيفه مهما كنت مشغولا حين تكون حياتك بلا معنى، فارغة، مملة وأعمق فكرة فيها تُشعرك بالضجر، كل شيء يكون فيكَ حياديا، وتشعر أنك ناقص لا شيء يُكملك، لا فكرة ولا حدث ولا رفقة ولا عائلة أو صديق، ورغم انشغالك دوما وامتلاكك لطموحات عالية إلا أنك تشعر وكأنك تعيش بلا هدف، ثم يأتي أحدهم ويضع المعاني على تفاصيل حياتك،ويضع بصمة تأسرك دون ان تشعر ولا تستطيع التحلل من ذلك ويكون طيفه ملازما لك في يقظتك وحتى في احلامك ومنامك الذي تسعد انت فيه معه والاحلام لا تأتى هباء ولكنها رسالات وخطوط سترسم لوحة بالوان المحبة والهوى وتكتب بحروفها قصائد شعر في وفرة من الاحاسيس التى لم تكن حين يكسر روتينك القاتل ويشد انتباهك وينصب السعادة في طريقك ويضم الفرح إلى قلبك ويعطف بأحزانك إلى طريق أخرى لا تؤدي إليك،فتبتعد الاحزان والالام مبتعدة عنك بسبب قوة الحب الصادق ويجر وحدتك من شعرها ويلقي بها خارج حياتك، فيصبح كل شيء فيك حي، له معنى ولون وطعم ورائحة واحساس

حتى الحزن يصبح مختلفا. تبدو تفاصيله لذيذة لأنك تعرف بأن هناك من سيمسح غباره عن قلبك ويشاركك هذه اللحظات التى تمر بك او يمر هو بها فتشاركه ما يجب ان تشاركه بمجرد شروق صُبح وجهه في عتمتك، سيأتي من يستمع باهتمام لأحاديثك البسيطة ويدقق في تفاصيلك السطحية ويكترث لأتفه الأشياء فيك ويجعلها ذات قيمة لان الحب بينكما جعل لها قيمة بعد العدم

حين يأتي أحدهم، ستجرب كيف تولد من جديد، وأحيانا تجرب كيف تموت في اليوم ألف مرة وأنت على قيد العشق، عند كل غياب تموت، ومع كل فراق تموت، موتا شهيا ليس ككل موت، ثم تعود لتولد من جديد من رحم العشق لا من رحم أمك عند التواصل اواللقاء

حين تكون طاعنا في العشق، يعانقك أحدهم فتشعر بغصة وكأنك لا تريد أن يتقاسم معك محبته حتى أقرب الناس إليك، وحده حين يضمك تضيق المسافة بينكما ويتسع الكون فيصبح الحضن اكبر من الكون ومجراته واوسع من البحار والمحيطات انها قوة الحب الصادق

كل شيء يبدو حولك جميلا، تنظر إلى الأشياء بنظرة مختلفة، تُقبل على الحياة بطريقة عجيبة، بداخلك طفل شقي يظل يلعب ويضحك لكنه لا يكبر أبدا. تكتشف أن العشق "أم" تجيد تقليم أظافر الخوف فيك كي لا "يخرمش" قلبك ويؤلمه، تبدو قاسية على كل من يجعلك تحزن، تراقبك بشغف وتعتقد دوما أنك طفلها الذي لا يكبر مهما كان ناضجا.

حين يولد العاشق فيك، تشعر أن ثمانية وعشرين حرفا في اللغة لا تكفي لوصف كل ما حدث وما لم يحدث بينكما، وأن خمس حواس غير كافية لتشعر كل شيء معه، لسان واحد لا يكفي لقول كل ما تود قوله، ولا لتذوق لذة المعنى في أحاديثه، وجسد واحد لا يكفي للمس قلبه، والعيون لا تشبع من النظر إليه، وتخشى أن يخذلك أنفك ولا يحمل رائحته معك أينما ذهبت، فيما سيكون السمع عاجزا عن الإصغاء لكل شيء يصدر منه، كأن تصغي إلى صمته، رائحته، غضبه، فرحه، ذلك أن هناك أمورا تُدرك لكنها لا تُسمع ولا تُرى الا منكما وبينكما انها طاقة الحب الصادق

ان أعلى درجات الحب وأكثرها اكتمالاً هي الهُيام، أو الجنون كما يقال لها بالمحبوب ، حيث يشعر الشخص بالحرية الكاملة في الجنون والمشاعر اللامنطقية والغير عقلانية التي يعيشها، فهي نتيجة المرور برحلة طويلة من الحب، يمنح الشخص كل عواطفه للحبيب في هذه المرحلة

حتى تتحد الارواح والافكار ودرجات الوعى التى هى فوق طبيعة البشر ان المحبين الذين تذوب ارواحهم في الحب يتذوقون ما لا يتذوقه الناس ويشعرون باحاسيس فيما بينهم ترقي الي اعلي درجات الاحساس والهيام في العشق

الحب والعشق من أسمى المشاعر الإنسانية، وهو من الأمور الفطرية التي لا يمكن لأي شخص التحكم بها أو منعهالانها من تقليب القلوب التى هى بيد الله وحده سبحانه، ويتدرج الحب منذ بدايته بالإعجاب ويزداد كلما تعمقت المشاعر بشكل أكبرحتى اخر مراحله واعتقد ان الحب الحقيقي لا مرلحة اخيره له فقد يوجد المحبون انواعا واشكالا من الحب والعشق لم تمر علي سواهما فهما يبدعان في مشاعرهما غاية الابداع المتجدد بطاقة الشوق والعشق التى تتولد بينهما وليس لسواهما فالحب بين المحبين الصادقين يكون كالبصمة لا تتكرر ابدا