الطبيب الإنساني ورائد السياحة الصحية والاستشفاء البيئي في العالم العربي
 
الطبيب الإنساني ورائد السياحة الصحية والاستشفاء البيئي في العالم العربي
من قلب الريف المصري في محافظة قنا خرج الدكتور عبدالعاطي بكري حسين المناعي حاملاً إرث الصعيد الأصيل من القيم والكرامة والصدق والبساطة ليشق طريقه نحو العالمية كأحد الرواد العرب في الطب والسياحة الصحية والاستشفاء البيئي وكأحد القلائل الذين جمعوا بين العلم والإدارة والفن والإبداع الإنساني في منظومة فكرية متكاملة.
النشأة والجذور
نشأ الدكتور المناعي في بيئة ريفية علمته أن قيمة الإنسان لا تُقاس بالمكانة بل بالعطاء.
من قرى قنا الهادئة تشكّل وعيه المبكر على احترام الطبيعة والإنسان وهو ما انعكس لاحقًا في فلسفته التي ترى أن الاستشفاء يبدأ من التصالح مع البيئة وأن الطب الحقيقي لا ينفصل عن القيم الإنسانية التي تُغرس في الريف المصري.
ومن هنا حمل المناعي روح القرية إلى العالم وجعلها نواة لفكرٍ تنموي وإنساني عالمي.
الريادة الطبية والفكرية
تخصّص الدكتور عبدالعاطي المناعي في جراحة المسالك البولية والذكورة والضعف الجنسي غير أن اهتمامه لم يتوقف عند الممارسة الإكلينيكية بل تجاوزها إلى ابتكار فكرٍ جديد يجمع بين الطب والسياحة والبيئة والإدارة ليكون مؤسسًا لأول مدرسة عربية في السياحة الصحية والاستشفاء البيئي.
ويُعدّ أول من صمّم خرائط للاستشفاء البيئي في العالم حيث قام بتحديد وتصنيف مناطق الاستشفاء الطبيعي في
مصر ليبيا السعودية الإمارات إيران المغرب السودان وجنوب السودان.
تلك الخرائط لم تكن مجرد دراسات جغرافية بل أدوات تخطيط تنموي متكامل ساهمت في إبراز الثروات البيئية والعلاجية في المنطقة العربية.
الريادة التشريعية والمؤسسية
كان الدكتور المناعي أول من دعا إلى
تأسيس هيئة عليا للسياحة الصحية في مصر.
سنّ قانون ينظم السياحة الصحية لضمان جودة الخدمات وحقوق المرضى والزوار.
وضع تعريف رسمي للسياحة الصحية الميسّرة لتشمل ذوي الإعاقة وكبار السن والمحتاجين إلى دعم صحي أثناء السفر والعلاج.
تلك المبادرات أسّست لوعي جديد بالقطاع الصحي والسياحي كرافدٍ من روافد التنمية الاقتصادية والإنسانية.
الريادة الإعلامية والاتصالية
إيمانًا منه بأن الإعلام هو جناح التنمية أسّس المناعي
أول مجلة متخصصة في السياحة الصحية على مستوى العالم
TraveCare News
وهي منصة توثّق الأبحاث والمشروعات في مجالات السياحة العلاجية والاستشفاء البيئي.
وأول إذاعة رقمية (راديو أونلاين) للسياحة الصحية
TraveCare Radio
التي تُعد منبرًا للتثقيف الصحي والسياحي على المستويين العربي والدولي.
الريادة الأكاديمية والتعليمية
يُعتبر الدكتور المناعي أول من درّس مادة السياحة الصحية أكاديميًا في العالم وذلك في كلية طب البنات – جامعة الأزهر مؤسسًا لمفهوم علمي فريد يجمع بين الطب والإدارة والبيئة والسياحة في إطارٍ واحد.
كما أشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير في مجالات
السياحة العلاجية
الاستشفاء البيئي
التنمية الصحية المستدامة
بجامعات مصرية وعربية منها عين شمس الأزهر المنوفية بني سويف وغيرها.
ويواصل رسالته الأكاديمية عبر الإنترنت بالتدريس في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس – المملكة المغربية مقدمًا نموذجًا للتعليم الإلكتروني المتخصص في السياحة الصحية.
التأليف والإسهامات الفكرية
قدّم الدكتور عبدالعاطي المناعي مجموعة من المؤلفات والمقالات ومن أبرز مؤلفاته
السياحة الصحية. المصرية
الاستشفاء البيئي بطريقة برايل للمكفوفين
١٠٠ سؤال حول السياحة الصحية
السياحة الصحية الميسرة
كلام في سرك
السياحة الصحية. في ميزان الاقتصاد
وقد كتب مئات المقالات في عدة محاور منها
فلسفة الطب الإنساني
الاستشفاء البيئي
الإعلام الصحي والسياحي
إدارة التنمية الصحية
الهوية الإفريقية والتكامل العربي الإفريقي
ومن أبرز إنجازاته الفكرية في ٢٠٠٩ وضع فكرة عن مشاكل الاقزام ومعاناتهم والتي تحولت إلي فيلم وثائقي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقيه ويعرض علي شاشتها للان باسم ( كى لا يبقوا في عزلتهم ) من إخراج المخرجة السورية هلا مراد
كما أنه ألف أول كتاب في العالم عن الاستشفاء البيئي بطريقة برايل (للمكفوفين) تأكيدًا لإيمانه بأن العلم حق للجميع وأن الوعي الصحي لا يجب أن يكون حكرًا على المبصرين فقط.
وقد نال هذا العمل تقديرًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإنسانية باعتباره خطوة رائدة في دمج ذوي الإعاقة في الثقافة الصحية.
كما كتب مقالات مؤثرة ذات طابع أدبي وإنساني منها
الطب بلا إنسانية جسد بلا روح
الهوية الإفريقية... جذور لا تموت
فريق التمريض الإفريقي شعلة الرحمة منذ فجر التاريخ
كبرنا وتوقفنا... حين نسينا طفولتنا الداخلية
وهو أيضًا صاحب فكرة فيلم الجزيرة الوثائقية كي لا يبقوا في عزلتهم الذي يعالج قضايا العزلة الاجتماعية من منظور إنساني بينما قامت الكاتبة هالة مراد بكتابة السيناريو والتعليق الصوتي.
الفنان التشكيلي والمبدع الإنساني
يُعرف الدكتور عبدالعاطي المناعي أيضًا كـ فنان تشكيلي مبدع أقام معارض دولية عرض فيها لوحاته التي تمزج بين الطب والفن والروح والطبيعة.
يجيد كتابة أربعة أنواع من الخطوط العربية ويعتبر الخط العربي لوحة تأملية بحد ذاتها.
في أعماله الفنية يعبّر عن فلسفة الاستشفاء بالألوان مؤمنًا بأن الفن علاج للروح كما الطب علاج للجسد.
الرسالة الإنسانية في السودان
من أبرز المحطات في مسيرة الدكتور المناعي تجربته المؤثرة في السودان خلال الحرب.
فقد ذهب قبل اندلاعها بثلاثة أشهر لتنظيم مؤتمر دولي حول السياحة الصحية لكن مع بداية النزاع قرر البقاء ومساعدة الناس فحوّل مركزه الطبي في الخرطوم إلى مركز إسعاف مجاني يخدم المواطنين رغم القصف وانقطاع الخدمات.
بقي هناك شهرين تحت النيران ثم نزح إلى ود مدني حيث واصل عمله التطوعي حتى سقوط المدينة قبل أن ينتقل إلى بورتسودان.
وقد وثّق هذه التجربة في عمله الأدبي القادم بعنوان
السودان... تحت النار
الذي يجسد معاناة الأطباء والمرضى والناس العاديين في أوقات الحرب بروحٍ إنسانية صافية.
الفلسفة والرؤية
يرى الدكتور عبدالعاطي المناعي أن الطب بلا روح يفقد جوهره وأن الإنسان لا يُشفى بالعلاج فقط بل بالمحبة والبيئة والجمال والفن.
ويؤمن بأن السياحة الصحية هي صناعة الرحمة والتنمية لأنها تجمع بين الشفاء والمتعة بين الجسد والروح بين الطبيعة والعلم.
كما يعمل حاليًا على إطلاق مشروع تأسيس كلية للسياحة الصحية لتخريج جيل علمي متخصص قادر على قيادة هذا القطاع محليًا وإقليميًا وجعل الوطن العربي مركزًا عالميًا للشفاء والاستجمام.
خاتمة
من صعيد مصر إلى أرجاء العالم ومن غرف العمليات إلى قاعات الفن والمعرفة يواصل الدكتور عبدالعاطي المناعي رسالته بأن الإنسان هو الغاية والوسيلة وأن الرحمة والعلم إذا اجتمعا صنعَا حضارة وأن الوطن لا يُبنى بالسياسات وحدها بل بضمير الأطباء وفكر العلماء وريشة الفنانين.
 
 
 
 
 
 
 
 
.jpg) 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
.jpg) 
.jpg) 
