في التخلي تجلي
.jpg)
كثيرون يعتقدون ان معنى ( في التخلي تجلي ) هو ان تفرط بسهولة في الاشياء المعنوية او المادية كظاهر معنى الكلام لكن الحقيقة مختلفة تماما ولها فلسفتها الخاصة اذا لمست قلوبنا المعنى الحقيقي , فالتخلي يعني ان تنهي شعور الحاجة والتعلق بالهدف، وان تبدا تستشعر الوفرة والاكتفاء والامتنان لكل ماتملك حتى تزدهر حياتك وترتفع مشاعرك فتتحسن نقطة جذبك
ان معظم معاناتنا والامنا وعذاباتنا في الحياة سببها تمسكنا وتعلقنا بفكرة أو حلم أو شخص أو مخاوف أو ذكريات اليمة او محبطة في فترة ما في حياتنا ، ويبدو أن سر الراحة يكمن في فن التخلي، أن تتخلى عن الماضي الذي تتشبث به، الماضي الذي يُكبّلك، تخلَيت عما يؤذيك، عما يؤرقك ويتعبك، عن الاشخاص السلبيين والمعوقين الذين لا يناسبونك او يشبهونك وعن الأفكار والأحلام التي لم تُخلق لك، عن عيوبك واخطائك التي تدفع ثمنها من راحتك وسعادتك، عن عاداتك التي تجلب لك الشقاء والتعاسة، عن قيودك التي فرضها عليك مُجتمعك العادات والتقاليد التى تدور انت في فلكها بدون محاولة منك للقفز عليها,أو فرضتها أنت على نفسك، نعم إن سر النجاح أن تعرفَ الأشياء التي يجب أن تتخلى عنها والأشياء التي يجب أن تحتفظَ بها،والوقت الامثل لذلك فكثيرون هم الأشخاص الذين ضحينا بجهدنا ووقتنا وأيامنا لأجلهم ونحن نحاول جاهدين ان نجذبهم الينا او نقربهم منا، كثيرة هي الأشياء التي حاربنا الكون ووقفنا بوجه الجميع في سبيلها، كثيرة وكثيرة هي الأشياء التي خشينا حدوثها حد الهلع لكنها تحدث في نهاية المطاف
إذا لم تمتلك شجاعة التخلي عن هذه الأشياء فسوف تتخلى الأشياء عنك، وهي قاعدة في الجذب مفادها: في التخلي تجلي
ويزيد الاعتقاد لدي الكثيرون منا بان تعلقهم وتشبثهم بشيء هو ما سيجعله قريباً منهم، أو أنه سهل المنال، أو حتى يحدد استمراريته في حياتهم، وحتى أحياناً الوصول إليه
هذا الشيء لن يقتصر على الأشياء المادية فقط بل أساسه هي الأشياء المعنوية والنفسية
فمجرد أنك تبنيت فكرة وبدأت بالتفكير المطلق بها وولدت بداخلك كماً من المشاعر المرتبط بها، وبدأ خيالك نسج الصورة التي تريد عليها هذه الفكرة، أياً كانت لمشروع في حياتك، لمكان تزوره، لشخص تلقاه، لشيء تمتلكه، لعادة أو مهنة، أي شيء تستطيع أن تتخيله
هنا تبدأ الأفكار ارتباطها بكل ما تملكه أنت من معتقدات وبرمجيات وملفات لقيمك ومبادئك، فيكون هناك طريقان، طريق مزهر جميل يحمل كل الثقة بالله والأمل بالتحقيق والوصول المليء بالرضا وتقبل النتائج، وبدء العمل على تحقيقها رغم أي مصاعب تواجهنا أو تحديات واستكمال المسير بالتعلم حتى تتجلى بكل يسر وسهولة في حياتنا والطريق الاخر هو العكس تماما
في التخلي التجلي،فعندما تتخلى، ستجد ان كل شيء بدا يقترب ويتجلى لك وتحصل عليه
التعلق :- هو ان تعلق سعادتك وحياتك بهذا الهدف وان لم تحققه تشعر بانك ضائع او غير سعيد او غير مستقر او غير مرتاح او قلق
كيف تعرف انك متعلق بهدفك:-اذا كنت تفكر بهدفك او بشخص ما ولديك شعور بالحرمان او بالنقص بعدم الحصول عليه او تاخره او صعوبته او خوف ورهبه من عدم تحقيقه هذا تعلق
ما الفرق بين التركيز علي الهدف و عدم التعلق:- التركيز علي الهدف عليك ان تتخيله بانه ارسال طاقه حب له مع شعور تام بامتلاكك له بعدم النقص مشاعر استقرار ووفره وسعاده ورضا
لماذا التعلق لا يحقق لي ما اريد:- لانك ببساطه تجذب ما تشعر به وليس ما تفكر به تشعر بالنقص والحرمان تجذب المزيد تشعر بالوفره والامتلاك ، عقلك الباطن مصمم للعمل علي المشاعر وليس الرغبات والفرق بينهما كبير
ان في التخلي عن الأفكار والمشاعر والأشخاص قوة تفوق قوة التمسك بها، وعندما ترخي قبضتكَ في كُل الأشياء، سيتضح لك أن في الأمر نوعا من أنواع الحرية.عندما لا تضيع طاقات عقلك في التشبث بشيءٍ معين، حينها ستتمكن من استثمار تلك الطاقة في أشياء أكثر قيمة، كأن توجه كل هذهِ الطاقة نحوكَ وتصبح الشخص الذي لطالما أردتُ أن تكون..قال الكاتب يونغ كانغ تشان : إذا كانت حريتك تعتمد على الشخص أو الشيء الذي تريد التحكم فيه، فإن هذا الشخص أو الشيء يتحكم في شعورك لا اراديا
المعنى الذي لاحَ لي في الأُفق حين قراءة مقولته هو أنه كلما أبديت قلقاً واهتماماً وتحكماً أكبر اتجاه أمر معين، وكُل ما تشبثت بأمرٍ ما مدةً أطول، فإن محور حياتك سيكونُ متوقفاً عند هذا الشيء، وعند هذا الشعور دون السماح لنفسك بالتقدم والتطور، ستكون حياتك مُجرد محطة انتظار لأمرٍ قد يأتي وقد لا يأتي، ثم تكتشف أن أعواماً من حياتكَ ضاعت دون أن تعيشها حقاً..
اؤمن بما قد يصنعهُ الخيال والأفكار من تجسيد للأحلام على أرض الواقع، لأن كل ما نراهُ من سلام وحروب ومحبة وكراهية وخير وشر وعطاء ومنع ووفرة وشح، كل ما هو موجود في العالم المادي نشأ في الخيال أولاً، وما أعنيهِ هُنا ليس التخلي عن أهدافك وأحلامك، ولكن امضِ في هذهِ الحياة، دُون انتظار، دون تعليق رحلة حياتكَ في محطة واحدة فقط او علي شخص واحد ورؤية واحدة بل تحصن بالبدائل وحتى اشباه البدائل ولتكن لديك خططا موازية وافكارا بديلة مدروسة ، اسمح لنفسك أن تتحرر من قيود التعلق، اسمح لكُل المشاعر أن تتحرر أيضاً إلى أن يحين الوقت الذي قدرهُ الله لأُمنياتكَ أن تتجلى، فكما قيل في التخلي.. تجلي