التوفيق وحسن الاختيار

التوفيق وحسن الاختيار

كثير من الامور في حياتنا يكون لنا فيها حرية الاختيار من بين العديد من الأمور والأشياء ولا مهرب لنا من  تلك العملية الهامة ويكون ذلك بطوعنا وبارادتنا ، ويبقى أهم ما في ذلك أن تكون اختياراتنا موفقة وصائبة ومتوافقة مع مواصفاتنا التى نحب

وهنا يفكرالانسان بين ما يطمح له؛وما يناسبه وما لا يناسبه لذا عليه أن يختار بين المتاح مما يناسبه، دون إغفال مسؤوليته التامة عن كل اختيار اتخذه بقراره الشخصي الحر،

ذلك  لأن أمورا بالغة الأهمية والتعقيد في حياتنا تتوقف على ذلك، بل وقد يتحدد باختيارنا مصيرنا في واقعنا الخاص وكذا ما يتعلق بديننا ودنيانا  وآخرتنا بصفة عامة، فالإنسان غير مجبور وإن كان تحت تدبير الله الذي يصرف شؤونه ويعطي لكل واحد مشيئة يختار بها ما يريد؛ كما في قوله تعالي ( انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا) ( انا هديناه السبيل )أي أن للفرد إرادة اختيارية حرة وليس مقهورا أبدا في اختياراته، ولربما تلعب الاقدار أحيانا دورها فيصيب الإنسان نصيبا من الحظ في قرار جيد يتيح له الفرصة ليحسن الاختياروالعكس بالعكس فقد لا يصيب اختياره التوفيق فيما اختاره وتوافق عليه

قد لا يختلف اثنين في تعريف حسن الاختيار، لكن تباين الآراء حاصل بالأساس في تحديد طبيعته، لهذا يظهر عدم التطابق في وجهات النظر حينما يتم وصف شخص قام باختيار موفق؛ فلكل واحد نظرته الخاصة التي تلغي التشابه التام في الرؤى بين البشر، وإن أبصروا جميعا سعادة وتهلل أسارير الفرد الذي اتخذ قرارا صائبا في حياته، وما أريد الإشارة إليه هنا أن حسن اختياراتنا سبب وجيه لسعادتنا، لكن في نفس الوقت ذلك وحده لا يكفي لجعلنا سعداء على الدوام، ومن المهم أن نَعرف أن اختياراتنا مرتبطة بالشعور بالسعادة بشكل مباشر، ومتعلقة بقدرتنا الكاملة على الممارسة الحرة التي تقودنا في النهاية إلى الوصول للرضا الذاتي

وليس من المستحيل أن يتعلم أحدنا كيف يحسن الاختيار ويتمكن من امتلاك أسس انتقاء أصلح وأنسب الاختيارات المرتبطة به كفرد مسؤول عن كل ما يصدر منه اذا اعتقدنا مؤمنين حق الايمان ان قدر الله لا ياتى الا بخير وان كل اقدار الله خير 

لذا يظل الإنسان هو المسؤل الوحيد عن أفعاله وتصرفاته، وهو الذي بيده القرار الذي قد يضمن وجود حسن الاختيار بشكل وافر في حياته، والتوفيق في ذلك مرهون بالتقوى وبحسن الظن بالله، والإيمان بقضائه وقدره كيفما كان،فكل القدر خير وخير كثير اقول دائما اللهم ارضنا بقضائك وقدرك خيره وخيره , وايضا باليقين على الأقل في القرارات المتخذة على أن أسباب حسن الاختيار موجودة بالفعل من حولنا، وأن المطلوب هو التركيز عليها واستخراجها لتصبح كفكرة مسيطرة على عقولنا، وكممارسة نتدرب عليها لتوجه سلوكنا فنتقن بذلك حسن الاختيار الذي لا يخرج عند الإنسان السوي عن كونه قرارا شخصيا يصنع في حياة المرء الذي يمتلئ قلبه بالامتنان والعرفان لله على خير حال اختاره بشكل اصاب فيه النجاح

 لا ينبغي ان ننتظرالصُدَف والظروف المثالية أو توفر أمور معينة حتى نحسن الاختيار، علينا ان نتدرّب وندرب أنفسنا على أن نكون أصحاب جرأة وقرار؛ نقوم بكل ثقة باتخاذ قرارات تناسبنا وتناسب ظروفنا في اى عمر وفي اى زمن وتحت اى ظروف كأشخاص مستقلين غير تابعين لأحد سوى للذي خلقنا ومنحنا حرية الاختيار فكل أمورنا التي فيها الاختيار تتطلب ذلك، مهما مال اعتقادنا إلى أن بعض الأمور عادية في حياتنا ولا تحتاج الدقة والرزانة لترجيح الأصوب والأفضل لنا، وعلينا ان نتذكر دائما ولا ننسي أن حسن الاختيار لا يعني عدم تجرعنا للآلام وتفادي مواجهة الصعاب، فلنحافظ على رباطة جأشنا وهدوء أعصابنا اذا لم نحسن الاختيار ولنكف عن جلد ذاتنا كلما تذكرنا عدم صواب اختياراتنا ، ولنعلم حق العلم بأن حسن الاختيار صنيعتنا نحن وبايدينا نحن الذين صنعناه بأنفسنا، وعملنا على تحقيقه من دون ما أن ننسب ذلك للحظ وغير ذلك، فما نعتقده في اختيار الله لنا كخلفاء عاقلين له سبحانه الذي ترك لنا الحرية كاملة للاختيار فربما بانفسنا نحن السبب في كوننا غير قادرين على حسن الاختيار