جبر الخواطر

قوله تعالى : {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يوسف:15 فكان هذا الوحي من الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب يوسف عليه السلام- ولجبر خاطره؛ لأنه ظلم وأوذي من أخوته والمظلوم يحتاج إلى جبر خاطر، لذلك شرع لنا جبر الخواطر المنكسرة
وهومن الصفات المستحبة والحميدة التي حرص عليها الإسلام، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- من أكثر الناس حرصاً على جبر الخواطر، ويعتبر جبر الخاطر من الأمور التي تعين الناس على الصبر والتحمل،
أن الجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى وهو “الجبار” وهذا الاسم بمعناه الرائع يُطمئنُ القلبَ ويريحُ النفس فهو سُبْحَانَهُ “الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ ,وفي قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} سورة الضحى9-10 ، أجمل تطييب للخاطر وأرقى صورة للتعامل قال ابن قدامه -رحمه الله-: “وكان من توجيهات ربنا -سبحانه وتعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم، فكما كنت يتيماً يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال
. في حياتنا يجب ان نحقق هذا التوجيه الالهى والامر النبوى بجبر خواطر الناس المدرس في مدرسته يجبر خاطر تلاميذه وكل من يحتاج الي ذلك والطبيب مع مرضاه وهم الذين اتوا اليه في اشد لحظات احتياجهم , وان تكون معاملته لمرضاه البسطاء في المستشفي الحكومى مثل مرضاه القادرين علي دفع نفقات علاجهم في عيادته الخاصة يستمع الي شكواهم باهتمام ويسدى لهم النصح والتوجيه بهدوء وانسانية عالية وكل صاحب مهنه في مهنته الصانع والتاجر وغيرهم ذلك لان جبر الخاطر من الأمور التي تعين الناس على الصبر والتحمل، والتي لها أثر عظيم، وتظهرالأهمية الجليلة فيما يأتي يعتبر جبر الخاطر باباً من أبواب المواساة للناس، في مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. إدخال السرور لقلوب الناس، وإزاحة ما أهمهم من أمور الدنيا، وتيسير كل أمر صعب لديهم. سد حاجات الناس، فهناك من يحتاج للمال، ومنهم من يحتاج لعمل ووظيفة، ومن تكون حاجته لدفع ظلم عنه، وهناك من يحتاج للكلمة الطيبة. من يكون في حاجة أخيه المسلم، يكن الله -عز وجل- في حاجته، ويقف إلى جانبه، ويكسب محبته له. تقوية العلاقات بين الناس، وبث روح الأخوة بينهم، والدعوة إلى الألفة والمحبة. نيل رضا الله -تعالى- ومحبته، مما يجعل صاحبها من المسرورين يوم القيامة. إزاحة الحقد والغيظ من قلوب البعض لعدم قدرتهم لقضاء حوائجهم، أو ما أصابهم من هموم. كسب قلوب الناس ومحبتهم، من خلال ملاطفتهم في القول، لجبر خاطرهم، قال -تعالى-: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)