التصالح مع الذات والسلام الداخلي

التصالح مع الذات والسلام الداخلي

التصالح مع الذات هو التعامل بتلقائية مع النفس دون تكلف وتصنع ولا مباهاة، وهو الرضا والقناعة بما أنت عليه

ان المتصالح مع ذاته شخص قابل وراض بما قسمه الله له من صفات وخصائص ومزايا وكذا النواقص، ولكنه يركز على مزاياه ويعمل على تحسين عيوبه دون ملل وكسل

وعدم التصالح مع الذات سببه تلك المشاعر السلبية التي تزداد يوماً بعد يوم لتُتعب صاحبها وتتحول إلى هاجس مقلق لا تفارقه، فالإنسان كثيراً ما يختلف مع نفسه في شتى المواضيع

أما السلام الداخلي هو أن تعهد إلى نفسك فتبادرها بالصلح، فتكف عن لومها وتكف هي عن معاتبتك، تعترف لها بحدود قدراتك وامكانياتك وتبارك هي مجهوداتك وما تقوم به من اعمال، تعدها بالمزيد في قادم الأيام وتشجعك هي على التطور، ان قبول الذات بما فيها  من نقاط القوة ونقاط الضعف، والنظر إلى العيوب كجزء طبيعي من الشخصية يمكن إصلاحه أو التعايش معه إن لم يكن قابلاً للإصلاح، والأهم من ذلك إيجاد الطريق للسيطرة على الأفكار السلبية التي تنشأ من الصراع الداخلي، وتحقيق التوافق بين الأفكار والاحاسيس، بين الدوافع والسلوك، وبين الرغبات والقيود ان العمود الفقري للتصالح مع النفس هو التوقف عن الإساءة للذات بمختلف أشكالها والكف عن جلد الذات ، ويتضمن التصالح مع الذات الكثير من الجوانب، منها التصالح مع المظهر والشكل الخارجي، والتصالح مع البيئة الاجتماعية التي نحيا بها، كذلك تقبل أخطاء الماضي وتجاربه المؤلمة والتصالح معها، إضافة إلى التصالح مع دوافعنا الغامضة من خلال فهمها وتفسيرها وتعديل تأثيرها على سلوكياتك وادائك  بالرضا والامتنان

 ولتحقيق ذلك عليك بالتصالح مع نفسك بالتالى 

أولاً: اجعل الرضا عن الذات والامتنان ممارسة يومية، فكر كل يوم عندما تستيقظ بالنعمة التي لديك، وتذكر كلّ ما منحك الله به ، كن ممتناً لما أنت عليه لتصل إلى ما ترغب أن تكون عليه

ثانيا :- تذكر النعم التى لديك وقارنها بمن فقدوا تلك النعم

ثالثا :- لا تسعى لقمة الكمال: السعي للكمال يستند إلى اعتقادٍ راسخ أنك لست جيداً بما يكفي وكل ما لديك لا يكفيك، بالتالي السعي للكمال لن ينتهي أبداً ولن تصل إلى نقطة الرضا في حياتك، يجب أن تصدّق أنك جيد بما يكفي، وأنّ الكمال من المحال، عندما تتوقف عن السعي للكمال ستجد أهدافاً واقعية وحقيقية تساعدك بالرضا وتجعلك متصالحاً مع ذاتك

رابعا :- سيطر على صوتك الداخلي: يستمد الصوت الداخلي طاقته من عقلك الباطن، فعندما تمتلك أفكاراً سلبية راسخة في العقل الباطن ستعاني من النقد الذاتي والصوت الداخلي الشرير الذي يجلدك دائماً ويسلبك السعادة والراحة حتى في أكثر أوقات حياتك إنجازاً ونجاحاً، لذلك يجب أن تتحكم بصوتك الداخلي وتواجهه بقوة وحسم، فصراعك مع ذاتك لا يمكن إنهاؤه إلّا إن تحول صوتك الداخلي لقوّةٍ إيجابية تعطيك تحفيزاً إضافياً

خامسا:- تحاور مع مشاعرك بكل صدق وشفافية : ليس بالضرورة أن تعبّر للآخرين ولكن لنفسك على الأقل، كن صادقاً بمشاعرك ومباشراً، لا تحاول أن تبالغ او تخدع نفسك وتقول أنا لا أخاف من شيء أو لا أندم على شيء، أخبر نفسك بصدق ما الذي يخيفك، ما الذي يجعلك نادماً، ما الذي يجعلك عاجزاً وضعيفاً، هكذا تكون متصالحاً مع نفسك

سادسا :- تذكر النكبات والمصائب التى مرت بك في حياتك وكيف اخرجك الله منها وجبرك منه سبحانه وتعالي بدعائك او بدون دعاء

سابعا:- استخدم الالفاظ الإيجابية والتفكير الايجابي :ان التأكيدات الإيجابية واحدة من أنجح وسائل السيطرة على الصوت الداخلي لتعزيز الرضا عن الذات والتصالح مع النفس، وتقوم التأكيدات الإيجابية على تعديل الخطاب الذاتي والطريقة التي تخاطب بها نفسك من خلال مجموعة من العبارات التحفيزية المتكررة التي تدخل في برنامج عقلك الباطن وتحل محلّ العبارات السلبية

ثامنا:- عالج ذاتك الذي بداخلك: إن كان الصراع مع الذات نتيجة مباشرة في معظم الأحيان لتجارب وذكريات راسخة لديك؛ فأفضل ما يمكن فعله لتكون متصالحاً مع نفسك أن تستعيد الطفل الذي بداخلك وتعالج جروحه،وتسكن من روعه

تاسعا :- ضع نفسك حيث تستحق: لا تقلل من شأن نفسك، ولا تخالط أشخاصاً يقللون من شأنك أو يحاولون إحباطك وتضخيم عيوبك وتجاهل إيجابياتك، كن دائماً مع الأشخاص الايجابيين والمناسبين، وصادق الراضين عن أنفسهم لتتعلم منهم الرضا والصبر ، ابتعد عن السلبيين لأنك تستحق المحبة الحقيقية وانظر للقدوة نظرة اعزاز وتقدير،

عاشرا :- أحب ما تفعل لتفعل ما تحب : حتى إن لم تكن راضٍ عن عملك بشكلٍ كامل، يجب أن تكون مخلصاً دائماً، فإخلاصك بكل ما تقوم به سيقودك إلى الرضا عن ذاتك، أحب ما أنت فيه الآن مهما كان سيئاً واسعى لتحقيق ما تحبه أكثر

احدى عشر:- كافئ نفسك: أنت تستحق المكافأة، عندما ترسم أهدافك الشخصية تأكد أن تتضمن مكافآت على إنجازاتك حتى الصغيرة منها والتى قد تعتقد انها امور بسيطة لا تستحق التقدير

ثانى عشر:- اهتم بصحتك وجسدك: الاهتمام بصحة الجسد جزء جوهري من الرضا عن الذات والتصالح مع النفس، اترك العادات التي تدمر صحتك واستمع لما يقوله جسدك واحتياجه، حافظ على تغذية صحيّة ومارس الرياضة بانتظام، واعتنِ بنفسك لأنها تستحق العناية