الاطفال يدفعون فاتورة الحروب

الاطفال يدفعون فاتورة الحروب

الخرطوم  د/عبدالعاطى المناعى

بعد 16 يوم علي بداية الحرب اضطرتنى ظروف انتهاء ما لدى من غذاء الي الخروج الي الشارع لاتلمس ما يحفظ حياتي وهالني ما رايت دمار في كل مكان فالشوارع تماما فارغة من المارة اوالسيارات او اى وسيلة مواصلات الا من سيارات قتالية ومصفحات وجنود يجرون في اتجاه اليمين المؤدي الي شارع المطار

وبدا لي في اخر الشارع محل خضار يضع حفنة من الخضروات واستبشرت خيرا واشتريت منه ما يكفيني لاترك فرصة لمشترى اخر

 وفي طريق عودتي بينما كنت اسير في ذلك  الطريق الذي يؤدي الى عيادتى بشارع عبيد ختم اكثر شوارع الخرطوم خطورة وقصفا علي مدار الساعه، صادفني موقف غريب جذب انتباهي بشدّة

استرقت النظر لاطفال يلعبون ويمرحون ما بين ضحك وركض امام احد المنازل رغم الخطر الشديد بهذا الشارع

الا ان الاطفال يظلون اطفالا في برائتهم وضحكاتهم ودموعهم

لا بد انهم خرجوا بعد غياب عن الشارع ربما لاسبوعين او اكثر وقلت في نفسي لعن الله الحرب وقاتل الله السياسة التي تحرم هؤلاء الاطفال ابسط حقوقهم في الحياه

عندما تندلع الحرب، يصبح الأطفال الحلقة الأضعف في غمارها. تطالهم الأعمال العدائية، فيقعون في مرمى مخاطر لا تحصى، ويُحرمون من أجمل سنوات الطفولة. ومن ثم، فإن حماية الأطفال مهمة في غاية الأهمية، فهم قبل كل شيء الحاضر والمستقبل بلا ريب

في جميع أنحاء العالم، تتواصل الهجمات على الأطفال بلا هوادة. وعدد البلدان التي تشهد صراعات عنيفة الآن هو الأعلى منذ 30 عاماً. وقد أدت الصراعات إلى نزوح أكثر من 30 مليون طفل؛ يتعرض كثيرون منهم للاستعباد والاتجار وسوء المعاملة والاستغلال. ويعيش كثيرون منهم منسيين: دون وضع قانوني رسمي في بلدهم الجديد وعاجزين عن الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية. من أفغانستان إلى مالي، إلى جنوب السودان واليمن وغيرها الكثير، تغض الأطراف المتحاربة الطرف عن إحدى أهم وأبسط قواعد الحرب: حماية الأطفال

ويعاني واحد من كل عشرة أطفال حول العالم من النزاعات المسلحة في الوقت الحاضر، يبحث كل منهم على طرق للتعايش مع الفوضى التي تسببها الحرب. ورغم ما يكفله القانون لهم من حماية، لا تزال الأخطار تحدق بهم من كل جانب؛ تجندهم الجماعات المسلحة وتستغلهم، أو يتفرق شملهم عن عائلاتهم، أو تدفعهم الظروف إلى ترك بيوتهم، أو يُحرمون من التعليم، أو يُقتلون أو يُشوَّهون، أو يتعرضون لاعتداءات جنسية اضافة الي الصدمات النفسيه التى تلازمهم وتؤثر علي حياتهم فيما بعد .

لقد آن الأوان لنقول "كفى

يحتاج الأطفال، في المقام الأول، للسلام كي يزدهروا. ومن المهم، لمصلحة الأطفال، مضاعفة جهود إنهاء النزاعات المسلحة الدائرة حالياً. ولكن ليس بوسع الأطفال انتظار الحصول على الحماية – وفيما تستعر نيران الحروب، تاكل نيرانها الاخضر واليابس ومستقبل الاطفال ايضا فمتي تتوقف الحروب؟