الجغبوب بلدة ليبية جنوب شرق ليبيا وجنوب مدينة طبرق بحوالي 286 كم حيث تتبعها إدارياً. تتميز الجغبوب بوجود بعض البحيرات التي تضفي عليها طابعا جميلا من حيث وجود مسطحات الماء وسط رمال الصحراء. كما تعد مركز ديني وسياحي متنوع.
تأسست الجغبوب حوالي عام 1851 م كمركز ديني، وهي ذات تاريخ عريق في نشر الإسلام، وقد تعلم بها كثير من المجاهدين الليبيين على رأسهم أحمد الشريف السنوسي وعمر المختار. منذ تأسيسها في عام 1851 م كانت مركزا دعويا هاما للحركة الإصلاحية التي أسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي (جد الملك إدريس السنوسي الذي ولد فيها). كذلك تميزت الجغبوب منذ تأسيسها بتخريج عدد كبير من حفظة القرآن الكريم والذين كانوا يحفظون القرآن على قراءة الإمام نافع من رواية الإمام ورش وكما هو معلوم فإن باقي أنحاء ليبيا يتم تحفيظ القرآن على رواية الإمام قالون إلا في بعض مناطق الواحات.
يبلغ عدد سكانها حوالي 2,768 نسمة. ويسكنها خليط من مختلف القبائل الليبية، ويشتغل جزء كبير من السكان بالزراعة ومن أهمها زراعة النخيل والأعلاف الخضراء
وإلى جانب أهميتها التاريخية، تبقى واحة الجغبواب واحدة من أبرز الأماكن في العالم التي تحظى برمال يمكن الاستفادة منها في مجال السياحة العلاجية والاستشفاء، إذ تنتشر في صحاريها أنواع مختلفة من الرمال التي تمتاز بتراكيبها الكيميائية الفريدة ويلجأ إليها بعض المرضى بناء على نصائح الأطباء للقيام بتغطية أجسامهم بالرمال فيما يعرف بـالردم أو الدفن أو حمامات الرمال الساخنة.
وشاع عن مثل تلك الرمال أنها مفيدة للخلاص من أمراض العظام أو الأمراض الروماتيزمية والصدفية، كما أنها تعمل على تجميل البشرة وخفض الوزن، لكن عملية الردم هذه ربما تثير مخاوف البعض، وسخونة الرمال تمنع البعض من إكمال مدة العلاج، لذا فإن هذا الأسلوب العلاجي يحتاج مرضى صبورين قادرين على تحمل فكرة البقاء تحت الرمال مدة ساعة كاملة للحصول على أكبر قدر من الفائدة.
وفي هذا التقرير نستعرض أبرز ملامح العلاج بالحمامات الرملية في واحة الجغبوب الليبية، حيث يتحدث خبراء في هذا المجال حول طرق العلاج وأهم النصائح التي يجب أن يعيها المريض الذي يخضع للعلاج بالرمل، وكذا مطالب العالمين في هذا المجال من أجل تحقيق أكبر استفادة من هذه المنطقة وما تتمتع به من كنوز طبيعية، وكذا رؤيتهم من أجل تطوير المنطقة وتعظيم عوائدها.