حين تتوافق الافكار تستقيم الحياة
قد ينسجم اثنان بينهما الاف الكيلومترات او فرق كبير في العمر، وقد ينسجم اثنان لم يلتقيا في الواقع المعتاد ، فترى الارواح تلتقي وتتآلف بانسجام غير معهود مع الذين عاشوا معا في محيط واحد ولكن لا ينسجم اثنان بينهما هوة فكرية.. الفرق في المسافات يعوضه فقط التقارب الوجدانى بغض النظر عن متى وكيف ولماذا
ان الحياة لا تستقيم إلا حين تتوافر الجهود وتتفق الأفكار ويتّحد الهمّ ويُعرف الهدف، والتوافق الفكري له أهمية كبيرة لا يتنبه له كثير من الناس، وهذا خطأ فادح ربما يؤدى الي خطوب ومصاعب في تحمل الحياة بما فيها .
أصحاب الدعوات في بدايات دعوتهم، أول أمر يقومون به هو البحث عمن يؤمن بفكرتهم ويتبناها ليَسهُل عليهم نشرها وتعميمها في الناس، وحين يحتاج المخلوق إلى غيره هذا يدل على نقصه وافتقاره. اللقاء بين الأفكار والثقافات لا يَقِلُّ خصوبة عن اللقاء بين العناصر الطبيعية، وهو يحتاج حاجة ماسّة إلى وعي وفطنة وحذق، حتى يكون منجباً. والقاعدة في هذا أنه إذا التقت فكرتان ضمن شروط إيجابية فإنه ينتج عن ذلك اللقاء فكرة ثالثة أرقى منهما جميعاً. حيث تؤدي المزاوجة بينهما إلى نضج وتبلور كل منهما، ويتخلص كل منهما من أجزائه المعطوبة من خلال المقارنة ونمو الوعي النقدي. لكن ذلك لا يتم إلا إذا اتسم حاملو الفكرتين بالكثير من الموضوعية والشفافية والهدوء والمرونة الذهنية والرؤية المركبة بشكل دقيق فيه ابدعات متناهية.
الارواح جنود مجندة كلمات قالها النبي صلي الله عليه وسلم ربما تمر علي البعض دون تدبر في فلسفتها العميقه ...ما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف لو ان بالدار تسع وتسعون مؤمن وبينهم منافق وبالباب منافق لجلس المنافق بجانب المنافق ولو ان بالدار تسع وتسعون منافقا وبينهم مؤمن وبالباب مؤمن لجلس المؤمن بجانب المؤمن
ان المتأمل في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم يري ان التوافق حتى في الصمت بلاغة ليس لها وصف من الاتقان والابداع بصوره المختلفة
والحديث منهج للباحثين عن التوافق في كل شئ الصديق وصديقه والشريك وشركاؤه والشراكة هنا في كل شئ حتى الارتباط العاطفي بين اثنين
نفتقر في حياتنا الي البحث والتقصي عن الذين نتوافق معهم لذا نعانى في حياتنا مع من نتعامل مهم في دروب الحياة المختلفة لذا ينبغي ان نفحص ونمحص مع المتوافقين مع ارواحنا حتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم