الحمد لله علي نعمة الحمد

الحمد لله علي نعمة الحمد

إن الحمد لله هى نعمة في ذاتها من اعظم النعم التى يلهم الله صاحبها ويجريها علي قلبه ولسانه فشكر النعم واجب اتفق العلماء على وجوبه، والشكر لله يكون ابتداء باعتقاد العبد بأن كل ما هو فيه من النعم الظاهرة والباطنة إنما هو كله من فضل الله -سبحانه وتعالى- عليه، وأنه وحده المتفضل عليه بكل ما يملكه من النعم ظاهرها وباطنها، ويكون الشكر أيضًا بالفعل بأن يمتثل أوامر الله -تعالى-، وينتهي عما نهى عنه، ويكون بالقول بأن يحمد الله ويتحدث بما أنعم الله به عليه، وأن الله صاحب الافضال ما علم وما لم يعلم

والشكر هو : المجازاة على الإحسان ، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان ، وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله ؛ لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا ، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على تلك النعم ، وعدم جحودها ، فقال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) يقول -تعالى-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)، وقد قال عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-: (تذكروا النعم، فإن ذكرها شكر).

وعلي الانسان ان يعود نفسه علي نعمة الشكر والحمد حتى يعتادها في كل وقت  اوقات الرخاء واوقات الابتلاء ولا تتغير حالته من الشكر في كليهما أنّ أول طريقة لشكرِ النعم الشكر بالاعتقاد بأنّ الله -عز وجل- وحدة المتفضل على عبدهِ بالنعم، كما ويكون الشكر أيضًا للنعمِ باللسان، وذلك من خلال طريقتين اثنتين، هما

الإكثار من ترديد الحمد لله

مع الجزم اليقينى والاعتقاد الثابت  أنّ الحمد معناها أنّ الله -عز وجل- هو الذي حمد به نفسه، وحمد به أنبيائه ورسله، وأوليائه، وأن كل النعم منه وحده سبحانه وتعالي ، والذكر بحمد الله مأمور به في الكتاب والسنة، وفضله كبير جدًا، ويستحب أن يحمد الإنسان الله في كل وقت، وكلما تجددت له نعمة، وبعد كل عمل ونحن مأمورون بالحمد كعبيد لله الواحد الاحد قوله -تعالى- (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) ولو تذكر الانسان المبتلون من حوله لعلم ما فيه من نعم وفضائل تفضل الله بها عليه .ومن قوله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأََزِيدَنَّكُمْ).

وهو وعد الله لعباده الشاكرين الحامدين بانهم اذا حمدوا ربهم جل وعلا بالقلب واللسان ليزيدهم من النعم وكما في الحديث الشريف: (عن الأسودِ بنِ سريعٍ وكان شاعرًا أنه قال: يا رسولَ اللهِ ألا أنشُدُك محامدَ حمَدتُ بها ربّي قال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أما إنَّ ربَّك يحبُّ الحمدَ، وما استزادَه على ذلك شيئًا).

 التحدث بالنعم

فلا بد للمؤمن أن يتحدث بما أنعمه الله عليه، وأن الله -تعالى- وحده المنعم والمتفضل، وينسب الخير لله، ولا يرى لنفسه فضلًا على نفسه أبدًا، يقول تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، والحديث عن النعم مشروط بأن يكون من باب إظهار فضل الله ومنته، لا من باب التفاخر، أو التحدث أمام من حرم منها لقهره وإغاظته

الحمد والشكر بالفعل

بيّن العلماء أن من أهمّ وسائل شكر الله -تعالى- على النعم أن يكون الشكر بالعمل، وذلك بأن يستثمر الإنسان ما أنعمه الله عليه من نعم متنوعة وكثيرة في العبادة ونشر الخير بين الناس، ويستعملها في مساعدة الآخرين، وفي كل ما يرضي الله -تعالى- عنه، فالشكر بالفعل إجمالًا يعني فعل ما أمر الله -عز وجل- به، والامتناع عما نهى الله -عز وجل- عنه، وبذلك يكون حقق شكر النعم.

وقد رد في الحديث الشريف الذي رواه المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي حتَّى تَرِمَ، أوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ، فيُقَالُ له، فيَقولُ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)]