القدوة

القدوة

تعرف القدوة بانها تقليد الآخرين واتّخاذهم مثالاً في القول والفعل، والقدوة الحسنة وسيلة تربوية دعوية مُهمَّة نحتاجها جميعا افرادا وجماعات

حتى ان القدوة في ما مضي كانت تؤثر تاثيرا كبيرا فقد دخلت امم وجماعات الإسلام بالقدوة الحسنة كوسيلةٍ دعوية، حيث لمس الناس القيم الإسلامية والأخلاق في أفعال المسلمين قبل أقوالهم. إنَّ الاقتداء بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أسهم بدخول كثيرٍ من الناس في الإسلام، فما تعلَّمه الصحابة من النبي -صلى الله عليه وسلم- طبّقوه فيما بعد، فكان الاقتداء بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أثراً دعوياً قويّاً على المدعوّين

وكما اسهمت القدوة الحسنة في نشر الاسلام او في تطوير مجتمعات علي مر الزمان ايضا هناكَ القدوة الزائفة لها أثرٌ فاسد على التزام الناس، لذا حذَّر الله -تعالى- من الذين يقولون ما لا يفعلون، قال -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُون* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُون). وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- عقاب القدوة الفاسدة التي تفعل غير ما تقول، وخطر هذه الفئة على تديُّن الناس والتزامهم،

إنَّ وجود القدوة الحسنة في المجتمع تؤدي إلى ظهور التنافس المحمود بين الأفراد؛ حيث إنَّ الكلّ يرغب في التفوق والأجر والثواب من الله، قال- تعالى-: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾. وجود القدوة الحسنة وتفاعلها مع المجتمع يُؤدي إلى ظهور الغَيْرة المحمودة التي تدفع الآخرين إلى عمل الخير، وهذا يقود إلى كثرة الخير في المجتمع. إنّ حبَّ التّقدم والريادة من فطرة البشر، والقدوة الحسنة تحفِّز هذا التنافس المحمود

من اهم نماذج القدوة الحسنة هي ما كانت صادرةً عن خير البشر - صلى الله عليه وسلم- فتهتدي بها الأجيال، وعن صحابته الكرام، قال سبحانه ﴿ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ الزخرف: 22، 23

اما التقليد الاعمى المذموم ما تراه في البعض على سبيل المثال – بممثل أو مغني أو شخصية مشهورة ظنا منه أن كون هذه الشخصية معروفة أو مشهورة يجعلها تصلح لأن تكون قدوة ونموذجا يحتذى به، وأنها قد توصل المقتدي لعرش الشهرة التي وصل إليها ذاك الشخص أو جعله معروفا بين الناس، غافلا في ذلك عن الطرق الملتوية والأساليب المشوهة التي يكون الممثل أو المغني قد سلكها في سبيل الوصول إلى غايته وشهرته الزائفة

وتكمن المصيبة في الاقتداء بأشخاص كهؤلاء في جعل الشباب ينحرفون عن المسار الصحيح إذ تصبح تصرفاتهم وأفعالهم شبيهة بتصرفات من اقتدوا بهم، مما يؤدي إلى دخولهم في متاهات الحيرة والضياع التي تؤدي إلى تشتتهم وانحرافهم عن المسار الصحيح بالابتعاد عن أهدافهم، أضف إلى ذلك التقليد الاعمى الذي يجعل من المقلِّد نسخة مغيبة عن الشخص المقلَّد، ليصير إمعة يقول بقول قدوته ويفعل فعلها دون أن يدرك عواقب ما يقوم به أو يقبل عليه

نسال الله ان يلهم شبابنا وابنائنا الي السير علي خطى النبي صلي الله عليه وسلم خير قدوة لنا وان ينير بصائرهم للحق المبين