مفهوم الثابت والمتغيـر في الحب و المحبة من كتاب كلام في سرك

المحبة تعي وهى الثبوت , والحب لا يعي وهو المتغير ؛ المحبة دائمة، لا تتزعزع أركانُها، لأنها تطبِّق نواميس العقل والروح والمنطق والحب آني، مؤقَّت، سريعًا ما ينقضي، لأنه لذة عابرة.
وكثيرًا ما يتحول الحب إلى كراهية وبغضاء، وذلك لأن عدم الوعي يقف من ورائه. أما المحبة فإنها لا تتحول إلى كراهية ابدا لأنها تعبِّر عن قوة الروح وثبات العقل والانفعال
فالمحبة هي استمرار ودوام وديمومة و ثبات الإنسانية في الإنسان، وثبات الإنسان في إنسانيته – ثبات الإنسان في الآخر، وثبات الآخر في الإنسان
المحبة تردعني عن الاشتهاء، والحب يحرضني على الشهوة؛ المحبة تعلِّمني أن أحترم جسد الإنسان المرأة التى يجب ان تحترم رغبتها وارادتها في كل شئ بينما الحب يحثني على استغلاله وإذلاله عندما يتحول الحب إلى محبة يرتفع الإنسان إلى درجة عليا على سلَّم كيانه، وتصبح المحبة تعاطفًا بين روح وروح، بين عقل وعقل، ومشاركة بين المادة وروحانياتها العليا التى هى نفحة من روح الله . وعندئذٍ، يكون العمل المادي تعبيرًا عن فكر أو عن غاية يظهر في النتيجة أنها روحية وينتج عنها ارقي انواع الجنس هنالك طاقة تفعل في الإنسان وتتجلَّى في مظهرين: أولهما مادي وثانيهما روحي. ويتخذ الأول صفة الحب،
بأشكاله كلِّها، بينما يتخذ المظهر الآخر صفة المحبة، بأشكالها الراقية كلِّها. ويتراءى لنا الحب في كلِّ عملية تظهر فيها الأنانية والانفعال. فالأناني "يحب"، لكن حبَّه مبتذل لا يسمو؛ والمتكبِّر "يحب"، والمتذمِّر "يحب"، ومحب المال يحب المال، وفاعل الشر يحب الخديعة، ومحب الجسد يحب الجسد ويفتتن بلذته فقط ، والمشتهي يحب موضوع شهوته. ولكن أنواع الحبِّ المذكورة مادية، غير واعية، تعبِّر عن لاعقلانية الإنسان وعن انفعال الأنا الضيقة فيه جدا بلا اتساع المعنى الاعظم ولا يتوانى الإنسان المتكامل عن استعمال أيِّ مفهوم مادي، بل يعمل في المادة – المادة المتسامية والمثالية ويُرَوْحِنُها. ويكون الجنس، وفقًا لهذا المنظور، محبة تعبِّر عن طاقة حيوية شاملة، تتجلَّى في حبٍّ يعبِّر عن ذاته في حنين وتوق إلى المطلق في الذات والآخرلذا اعتبرواؤكد ان المحبة ارقي واسمي من الحب عشرات بل مئات المرات فلنجعل من المحبة عنوانا لعلاقاتنا بين بعضنا وليس الحب فقط.
دكتور عبدالعاطى المناعى
استشااري جراحة المسالك والذكورة