عندما تتحدث الأفعال، تنعدم الكلمات – ازرعوا الأمل حين يعِز الأمل

الخرطوم د/عبدالعاطى المناعى
نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا»، أو «نسمع قعقعة ولا نري طحينًا». بغض النظر عن دقة صياغة المثل، هو يعبّر عن واقع بعض الناس في كل عصر من العصور السابقة إلى يومنا هذا، خصوصًا مع وسائل التواصل الاجتماعي الوعود كثيرة والوفاء بالوعود شحيح، الناس تريد الأفعال وليس الأقوال، الناس ملّت من وعود بعضها
البعض. ليس من الرجولة أن تَعِد وليس من الأنوثة أنْ تَعِدي ويذهب الوعد أدراج الرياح، كفانا كلمة كله تمام، ودق الصدر ونحن لم نتحرك للامام مترا او شبرا واحدا ولا نستطيع الوفاء بما وعدنا
ان القادر علي الوفاء لا يحتاج الا الي زمن التنفيذ لان الأفعال هي المقياس الحقيقي وليست الأقوال. عجبي واستغرابي من أناس يصدقون في أقوالهم أكثر من أفعالهم،وتراهم يتزايدون باستمرارأهو الأمل بالتنفيذ، أم ننسى مصداقية ذلك الإنسان المسئول في موقعه
ان الأقوال الجميلة إذا لمْ يتبعها تنفيذ لتلك الأقوال، فهذا قمة الاستخفاف بعقول وأفئدة الناس، عندها تنعدم الثقة وتصبح الأقوال سرابًا لا يروي العطشان وما اكثر ذلك في الواقع
كانت ولا تزال الثقة هي مفتاح العلاقات بين الناس وهي الجسر الذي يعبر من خلاله أصحاب الأفعال التي تسبق الأقوال. يقول تعالى ذاما من خالف فعلُه قولَه: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)، وهذا وجه آخر للأقوال بلا أفعال - ان الأفعال أصدق من الأقوال هدف ينشده أصحاب العقول والقلوب والضمائر الحية التي تعي معنى ذلك. دعوة صادقة ونابعة من الإحساس بالمسؤولية، لا تقولوا وتعدوا بما لا تستطيعون، فلستم ملزمين بذلك، واعملوا بصمت واتركوا أعمالكم تتوج أنفسكم، وتزرع الأمل حين يعِز الأمل
وختاما، دع أفعالك تسبق أقوالك، دعها تتحدث عنكَ وعنكِ في محيطك الصغير والكبير، وهذا دليل على النضج العقلي والإنساني والاجتماعي، وإنها مِيزة حين تتطابق الأفعال مع الأقوال، وأشد على يد من يأخذ تفاصيل الحياة في اتزان ودِراية، ويمضي قُدِمًا في إسعاد الآخرين من حوله فهي سعادته الحقيقية. كفانا وعودا، ودع الكاذب يكذب حتى يصل إلى قول الصدق الذي يعقبه فعل ما يود فعله. ليست حقيقة الإنسان فيما يظهره لك، بل ما يفعله، وحين يقول، انتظر حتى يفعل ما يقول