آفاق مستقبلية للسياحة الافريقية

آفاق مستقبلية للسياحة الافريقية

في دراسة تحت عنوان (التحليل الجغرافي للحركة السياحية إلى إفريقيا) استعرض الدكتور موسى عتلم، أستاذ الجغرافية الاقتصادية بجامعة المنوفية، واقع السياحة في إفريقيا في ضوء ما تتمتع به من مقومات وقراءة لما يمكن أن تكون عليه مستقبلاً حال تفعيل بعض الآليات التي من شأنها التسويق والترويج لمقومات القارة السياحية.

الدراسة أشارت إلى انخفاض نصيب إفريقيا من السائحين في العالم عن نصيبها من السكان والمساحة، حيث تبلغ مساحتها 22% من مساحة العالم، و16% من سكانه عام 2015، بينما نصيبها لم يتجاوز 5% من السائحين، إلا أنه ومع ذلك فإن معدلات النموّ التي سجلتها أعداد السائحين في إفريقيا خلال الفترة الأخيرة يعكس تفوقها الكبير على المتوسط العالمي خلال الفترة (1950م - 2015).

ففي حين سجل المعدل السنوي لنمو أعداد السائحين في إفريقيا 170%، نجد أن المعدل العالمي لم يتجاوز 67.3% خلال الفترة نفسها، كما تبين معدلات نمو الحركة السياحية خلال الفترة (2005 - 2014) أن المعدل السنوي لنمو السياحة الإفريقية بلغ 5.4% مقابل 3.8% للمعدل العالمي، و2.8% لقارة أوروبا، و3.5% للأمريكتين، وهذا يحمل دلالةً واضحةً على النمو الذي تشهده السياحة الإفريقية، رغم ضآلة نصيبها بالمقارنة بمناطق العالم الأخرى.

تقرير (الأونكتاد) أفاد بأن المغرب البلد الإفريقي الوحيد الذي تجاوز عدد القادمين إليه من السياح الدوليين 10 ملايين سنة 2015، ليتصدر بذلك قائمة الدول الإفريقية

وفي قراءة سريعة لمعدلات النمو في أعداد السائحين في القارة، يلاحظ أن عدد السائحين القادمين لدول إفريقيا زاد من 0.5 مليون سائح (بنسبة 0.2% من السائحين في العالم) عام 1950م، إلى 2.6% عام 1980م، ثم 27.9 مليون سائح (بنسبة 4.1%) عام 2000، إلى 55.7 مليون سائح (بنسبة 4.9% من السائحين في العالم) عام 2015م، ومن المتوقّع أن يبلغ العدد 85 مليون سائح (بنسبة 6.3% من إجمالي السائحين) عام 2020.

ومن ثم فإن دراسة السياحة في إفريقيا باتت تكتسب أهمية محورية في ظل ما تساهم به في الإسراع بمعدلات التنمية في شتى المجالات، حيث ارتفع دخل القطاع السياحي من 7.2 مليار دولار عام 1980 إلى 26.5 مليار عام 2000 و50.3 مليار عام 2010 ومن المتوقع أن يتجاوز الرقم حاجز الـ58 مليار دولار عام 2020.

كما أسهم هذا القطاع بتوفير نحو 11.6 مليون فرصة عمل عام 2000 زادت إلى 20.5 مليون عام 2014م، تمثل نحو 8.1% من جملة الأيدي العاملة بالقارة، وصولاً إلى 26 مليون عام 2015.

المعدل السنوي لنمو السياحة الإفريقية بلغ 5.4% مقابل 3.8% للمعدل العالمي، و2.8% لقارة أوروبا، و3.5% للأمريكتين

20.5 مليون فرصة عمل في إفريقيا بسبب السياحة

استراتيجية تنموية

في الوقت الذي تتمتع به القارة من وفرة في مقومات الجذب السياحي في ظل ما تمتلكه من معروض جغرافي وبشري وبيئي جاذب للسائحين، إلا أن هناك بعض الدول ما زالت تعاني من ضعف الحركة السياحية، وذلك لعدة أسباب، منها انعدام الأمن والاستقرار في بعض البلدان فضلاً عن بعض الكوارث البيئية كالتصحر والجفاف وغير ذلك من معاول هدم هذا القطاع الحيوي، بالإضافة إلى تضخيم بعض وسائل الإعلام للمشكلات الداخلية عندها وهو ما ينعكس بصورة أو بأخرى على حركة السياحة القادمة إليها.

وأمام هذا الوضع قدمت منظمة اليونسكو استراتيجية من أجل تنمية السياحة المستدامة في الصحراء الكبرى، استهدفت تنمية السياحة الصحراوية وتعظيم دورها في حماية التراث الثقافي والطبيعي، وتسويق المنتج السياحي الصحراوي، لما لذلك من انعكاسات اقتصادية واجتماعية، وذلك بهدف التغلب على المعوقات التي تعرقل تنمية القطاع السياحي في تلك المناطق بما يفتح الباب أمام العالم للانفتاح على إفريقيا وحث مواطني العالم على زيارتها.

صفاقس التونسية قبلة سائحي أوروبا ودول المغرب العربي

تتوقع الأبحاث في هذا الشأن زيادة نسبة العالم النامي الذي تمثل إفريقيا عصبه الأساسي من نسبة السائحين حول العالم، وهو ما يشير إليه منحنى النمو خلال السنوات الأخيرة، ففي تسعينيات القرن الماضي بلغت نسبة العالم النامي من الحركة السياحية العالمية نحو 30% زادت إلى 38.1% عام 2000 ومن المتوقع أن تصل إلى 52.7% بحلول 2020، و57.2% عام 2030.

ومن ثم فإن إفريقيا صارت قبلة يقصدها السائحون من مختلف دول العالم، كما أنها باتت سوقًا سياحية رائجة تجسدها أرقام ومعدلات التنمية المعلنة حين تقارن بنظيراتها في المناطق الأخرى من العالم، وذلك في ظل ما تمتلكه من مقومات وإمكانيات سياحية لا تتوفر لكثير من البلدان الأخرى.