اختر رفيقا يدعمك لا تتبع من يهدمك
قال تعالي (وَأَخِى هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِىٓ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)
تجلت عظمة الله تعالي في هذه الاية حين طلب سيدنا موسي منه سبحانه ان يرسل معه اخاه هارون ليكون مؤيدا ومساعدا له في ابلاغ بنى اسرائيل بامر الله فأرسل أخى هارون معى إلى هؤلاء القوم ، لكى يساعدنى ويعيننى على تبليغ رسالتك ، ويصدقنى فيما سأدعوهم إليه ، ويخلفنى إذا ما اعتدى على ( إني أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ) إذا لم يكن معى أخى هارون يعيننى
ينطبق الامر حاليا في كيفية اختيار الرفيق قبل الطريق ليكون معينا علي نوائب الدهر وملماته كاختيار الاصدقاء الصالحين وكذلك الزوجة ورفقاء الشراكة ايضا حتى الجار قالو اختاره قبل الدار.
ليكن اختيارنا للرفيق الحقيقي مبنى علي الاخلاص والحب في الله ولله لينير عتمة الطريق ويزيل هم طول الطريق والذي اعنيه ـ"رفيق الدرب"؟
رفيق الدرب ليست كلمة مجاملة او استلطاف بل هي مرتبة ودرجة عالية من الصداقة والاخوة ً، إنها كلمة تتدفق المشاعر عبر حروفها لتلتقي بين الأحبة والمتحابين في الله ، رفيق الدرب هو من يجعلك دائماً متماسكاً في الأوقات الصعبة، هو بوصلتك الحقيقية التي توجهك للصواب، تجعلك تتجنب المشاكل ويخفف الصعوبات بنصحه وتوجيهه، فرفيق الدرب هو كل شخص يقف بجانبك، في المواقف الصعبة، في الأزمات المستعصية، يساندك، كالأب.. الأم.. الأخ.. الأخت.. الصديق، أو حتى هو شخص لم تره من قبل، لكن أرسله لك القدر في يوم ما ليكون عوناً لك
يعمل رفيق دربك كالعقل الذي يجعلك متوازناً دائماً، غير هذا يسمى عدواً هادماً، ليست كل الأمور تظهر كما نراها، إن الصداقة أمر معقد أكثر مما نتخيل، فكما يقولون: (انظر من تُخالِل لتعرف من أنت)
اختيارك لرفيق ربك يعتمد على مبادئك أنت، إذا أردت أن تكون ناجحاً ستتجه لاختيار صديق ذي عقلية عالية شديد النشاط عملي يحترم الوقت واهميته مبدع في افكاره ، تسعى دائماً للتفوق، نشيط لا يهاب أن ينطلق في الطرقات ليصل لحلمه، النشاط يتغلغل في داخله كالصاروخ المتدفق خارج الغلاف الجوي للأرض لينطلق للحرية للفضاء، ليرى ما لن يراه غيره، هذا من يسمى رفيق الدرب الذي يجعلك ترتقي للآفاق
أما الذي لا يتفق مع مبادئك فسوف يزلزل حياتك، سيجعلها تتشقق، سيجعل أعمدة حياتك تتآكل وتتهالك، إنها معادلة بسيطة أنت من تحددها، مجموعة من التفاعلات تؤدي للنجاح أو الفشل، لكل شخص ناجح فئة حوله تدفعه ليرتقي، وأما الفاشل فيهدمه من يتسكع معهم ليلاً ونهاراً
كيف اختار رفيق دربي بعناية:-
يشاركك طموحك
لكل شخص منا طموحاته التي يود أن يحققها على المدى القريب أو البعيد، فخطة الفرد تتطلب وسائل كثيرة، منها البسيطة والمعقدة، فمن وسائل النجاح المساعدة محيط الشخص، واختياره الصحيح الذي يمنحك في الوقت المناسب الطاقة النفسية الإيجابية ويدفعك لهدفك وطموحاتك، إما أن تكون طاقة سلبية مهتزة ومهترئة كأعواد الثقاب رخيصة الصنع، تجعلك تحبط وتأخذ من قوتك فتقتل حلمك وطموحك،
متشابه معك كيميائيا
لكل منا كيميائه الخاصه فكما ان الارواح جنود مجنده ما تعارف منها ائئتلف وما تناكر منها اختلف فتوخي وانت تختار رفيق دربك ان يكون متماثل الي حد كبير بين طباعك وافكارك
مناسب لأفكارك
فلكل فرد أفكاره الخاصة التي يؤمن بها، ويكرس مجهوداته للمضي قدماً للتضامن معها دائماً في جميع نواحي حياته، فإن كان الصديق الذي تعتبره رفيق دربك مناهضاً لأفكارك دائماً التي تعتقد أنها صحيحة ولا تشوبها شائبة، ومؤمن بها بكل جوارحك، سيكون هذا الصديق عائقاً كبيراً أمامك في الحياة، لن يكون عوناً، بل سيكون ثقلاً عليك، فالصديق الملائم لأفكارك يدوم ويظل في دربك دائماً
السن
كثير من الناس يعتقدون ان السن عامل مهم لنجاح الصداقات ويعتقدون ان دائماً الأجيال المختلفة يحدث بينها صراعات؛ بسبب عدم سهولة التفاهم بينهم واختلاف وجهات النظر، فالجيل الأكبر سناً يدعي خبرته الأكثر من الجيل الأصغر، فيشتد الصراع، والمسافة تبتعد فيما بينهما،
لكنى من تجربتى الخاصة لم اتقيد بسن في صداقاتي ولم تكن عائقا علي مدار حياتى ابدا بالعكس تعلمت منهم وانا صغير الكثير من الامور التى انارت لي الطريق منهم من وجهنى للاطلاع ووفر لي موارد الثقافة المختلفه ومنهم من كان حواره بمنزلة دروس خبراتيه بشكل كبير فيها خلاصة تجاربه الناجحة وهكذا فانا لا اتقيد بالسن في الصداقات ولا اعتبرها عائقا ابدا طالما احسنا الاختيار
حفظ السر
اذا انت اخترت صديقك ووفقت في ذلك فبالطبع سيكون هو مخزن اسرارك وانت كذلك تتحدث اليه وتسر له بما يدور في بالك بدون خوف او وجل , في الواقع نحن نحتاج في كثير من الأمور في الحياة أن نأخذ رأي أحد موثوق فيها، شخص قريب يَعلمنا جيداً، يفكر بعلاقنية ورُشد، يعلم خطورة ما يخرجه من فمه في المواقف الحرجة التي تحتاج إلى رأي ذي قيمة، نشتكيه من أخطائنا، يحاول أن يحلها معنا من دون أن يخرجها لأحد آخر، يكون كخزانة أسرار بالنسبة لنا، يستشعر هذا الدور جيداً، نثق فيه ويثق فينا، مهما كانت الظروف
تبادل المنفعة
ليس عيبا ان تختار صديقك او رفيق دربك لمصالح معنوية،يدعمك وتدعمه دائماً،يخلص لك النصح وانت له ايضا – يوجهك للاختيارات الصحيحة وانت كذلك
لكن السيئ، وغير المحمود؟ هو أن تختار الشخص لاغراض ومصالح بحتة على حسب المادة والمال، أو بشيء له قيمة لحظية تستنذف فيه امكانياته وخدماته وتنتهي علاقتكما بانتهائها، بل الواجب ان يكون الاختيار على أسس أخلاقية، فالأخلاق هي المصلحة التي تدوم على مر السنين، وتجعل علاقة الصداقة لا تنتهي، مهما حدث من خلافات ومشاكل، فالإنسان الذي يمتلك المادة فقط بلا أخلاق، كالوردة البلاستيكية التي لها مظهر حسن لكن بلا رائحة عطرة
واذكركم ونفسي بإنه يجب على كل فرد في المجتمع أن يكون صديقاً صالحاً، صديقاً يعين أفراد المجتمع ليتجهوا للطريق الصحيح، فالأفعال أقوى وأشد من الأقوال، فكن قدوة وصديقاً جيداً لغيرك.