عيون حلوان كنز الاستشفاء البيئي

عيون حلوان كنز الاستشفاء البيئي

كتبت ريهان المناعى
كثير من الاكتشافات عبر التاريخ مرت بتجارب وانتهت بنجاحها واخرى جاءت صدفة قدرية بحته, عيون حلوان الكبريتية احدى هذه الاكتشافات التى اتت بالصدفة في العصر الحديث
قدماء المصريين هم أول من قدروا عيون حلوان واعتبروها نوعاً من الأعمال الخيرية الإلهية ، وازدهرت هذه العيون في عصر الخليفة عبد العزيز بن مروان ، ثم اندثرت بعد ذلك لتظهر في عهد الخديوي عباس الأول صدفة ، ففي عام 1849م كان الجيش يعسكر بالقرب من حلوان وتصادف أن أصيب العديد من الجنود بالجرب وكان أحد هؤلاء الجنود يتجول في الصحراء ناحية التلال فاكتشف هذه المياه فاراد فقط ان يستحم فيها علها تريح ما فيه من حكه
و ما أن اغتسل فيها حتى تناقصت حكة الجلد وكرر ذلك عدة مرات ، وبعدها أخبر رفاقه بالأمر وشفوا مما أصابهم ، ووصلت أخبار هؤلاء العسكر للخديوي الذي أرسل بدوره العديد من الجنود و المدنيين للاستشفاء بمياهها
في صيف عام 1868م أرسل إسماعيل باشا لجنة لدراسة هذه العيون في حلوان ، بعدها أصدر فرماناً ببناء منتجع علاجي تم الانتهاء منه عام 1871م وبني فندق بالقرب منها ، و في عام 1899م افتتح عباس حلمي الثاني عيون حلوان الكبريتية و بدأ توافد السائحين إليها للعلاج مما اعتبر إيذاناً بتحول المنطقة لمنتجع استشفائي صحي .اشتهرت منطقة عين حلوان بعيونها المعدنية والكبريتية ، وقد تتغير خريطة العيون بحلوان نظراً لكون تربتها تخفي تحتها صخور مفتتة مناسبة لخروج أو اختفاء العيون مع أي هزة أرضية والعيون الكبريتية من أشهر العيون المائية في العالم.
إن أول دواء تم اكتشافه هو المياه المعدنية وبعد فحص وتحليل مياه عيون حلوان وجد العلماء أن هذا الماء يعد من أغنى العناصر الشفائية الطبية ، وبالإضافة إلى مناخ حلوان الجاف فهذا يهيئ جواً مناسباً للاستشفاء من أمراض عديدة أهمها الأمراض الجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية ، وغيرها ويعتبر مناخ حلوان بهذا مثالي للمصحات العلاجية.في عهد الخديوي عباس عام 1849 كان يرسل الجنود المصابين بالأمراض الجلدية والروماتيزمية إلى عيون حلوان وكان يتبعهم كذلك العديد من المدنيين ، ويقيمون في خيام ويحفروا حفراً صغيرة ليخرج بها هذا الماء
تم تشييد مجموعة الحمامات الحالية عام 1899 واندفع السائحين إليها من مختلف البلدان وهنا بدأت حلوان تصبح منتجع سياحي وخاصة بعد تخصيص فندق للحمامات في شارع منصور والذي تغير نشاطه حالياً إلى مدرسة ثانوية
وقد اجرى مؤخرا 2017 دكتور المناعى كما ذكر في كتابه السياحة الصحية المصرية تحاليل لهذه المياه والطمى بالمركز القومى للبحوث وقد اثبتت احتواء هذه المياه علي خصائص استشفائية وكذلك الطمى مما يؤكد الكلام السابق عن فوائدها المتعددة ونأمل ان تتنبه الدولة لهذه العيون للعائد العظيم المتوقع منها اذا تم استغلالها الاستغلال الامثل