اااااه يا مفاصلي د/اسامه جبر
.jpg)
دكتور اسامه جبر استشاري علاج المفاصل وعلاج الالم -
Columbiaclinic.us
أنا مبسوط كده... أنا مرتاح كده!!!
قد يتذكر البعض تلك العبارات الأولى من فيلم قديم للراحل ذو الفقار و الثانيه من مسرحيه للمبدع سعفان فيتبسم من الذكرى..
لكن في حقيقه الأمر نرى الكثير يتفوه العبارة الأولى بشكل يومي شاكياً و يرددها لاهثاً بحثا عن الوصول للعبارة الثانيه...
فتاره يسعى من أصابه الألم لسؤال كل من حوله عن الوصفه السحريه أو التحويجه المثاليه لوقف هذا العدو غليظ القلب الملقب بال"ألم".. و أخر يتعامل مع الألام كابتاً ما يحس حتى يحافظ ان لا يدرك من حوله أنه يشعر بألم فتهتز صوره قوته أمام أهله و أصدقائه، و عندما يتفاقم السبب يصيبه بالفعل الوهن و الإكتئاب..
هذان النقيضان بين الأبيض و الأسود من التعامل مع مشاكل الألام الجسدية بشكل خاص و مع الطب بشكل عام نراها أيضاً تتمازج و تختلط في طبقات عديده من الألوان الرمادية بينهما، و يعتمد ذلك على العديد من الأسباب أسرد منها البعض كما أراها :
- ضعف الثقه و التباعد بين المريض و الطبيب.
- الخوف من المرض بشكل عام كعلامه للضعف و الشيخوخه أو الكهنونه.
- الخوف من الحسابات الماديه و التكاليف للعلاج.
- مشاكل الإنسان الأبديه مع الوقت و الشغل و الأولويات.
- كثره الآراء؛ أو كما أسميها "تنوع الفتاوي" العلاجيه.
- تمايز ثقافات المرضى في عصرنا هذا، فمنهم من لا يعلم و لا يريد ان يعلم، و منهم من يبحث أن يكون العلَّامه الإستشاري في الأعراض قبل أن يتحدث عنها مع طبيبه أو مع أخريين.
- من الناحيه الأخرى، ما هو المتاح في مجتمع المريض من علاجات و ما هي الإمكانيات اللتي يسمح بها المجتمع الطبي لهذا المريض في الوقت الراهن، هل هذا المعالج أو الأخصائي يحمل من المؤهلات و التدريب ما يحتاجه هذا المريض بعينه لتلك الحاله بعينها إم لا؟ هذا السؤال في إعتقادي هو أصعب ما في الموضوع و إلا لم يكن هناك تخصصات في الطب. و حل هذه المعضلة يكمن في أيد طبيب الأسره الجيد و هو بالفعل أقدر من يوجه المريض لمن يحتاج من أخصائيين و عليه أن يواكب ما يستجد في مجتمعه الطبي المباشر و غير المباشر من أجل " تطبيب مرضاه" و تجنب العبارة التهكميه من مرضاه " نشنت يا فالح!!".
هل أتعامل مع الألم كعدو أم صديق؟
الألام بشكل عام لا تمثل عدواً بل هي صديق مخلص ينبهنا لخطر قد يكون بسيطاً أو بالفعل شيء داهم يتحدق بنا. مثلاً عندما يشعر شخص بألم بالصدر و الكتف الأيسر يجب أن ننتبه للقلب قبل أي شي و هذا بالفعل ما يمكننا أن نوقف مرض قد يودي بحياته. على نفس القياس أعتقد أننا نستطيع أن نقدر أهميه الإحساس بالألم في أمراض و مشاكل المفاصل و العمود الفقري و الأعصاب. في معظم الأحوال يقوم الألم بدور تنبيهي حتى نقوم بعمل اللازم و نتفادى حدوث أعطاب دائمه للعضو الذي يستغيث بالألم كبوق نجاه مما يستثيره من مؤرق.
قد نستشف من هذه المداخله أن التعامل مع الألام بشكل منهجي في أغلب الأحيان يمنع مشاكل لاحقه و أهم ما نستنج أن التشخيص السليم يفتح أفق للعلاج الأمثل لإزاله الضرر و ليس لإخفاء معالمه بمسكنات فقط أو الإختباء وراء خوف من منظومه العلاج.
نقطه أخرى أتمنى أن نلتفت إليها و هي أن من أحس بألم فهو حي و من لم يعرف معنى الألم كثيراً ما يقال عليه انه "ماعندوش إحساس".
أتمنى أن القارئ لا يرى في هذه المقاله معاني "ساديه" لأنني لست مفتوناً بهذا الألم و أتشدق به كطبيب أخصائي في هذا المجال، على العكس فإنني بالفعل أصدق أن مع كل ..ألم ..أمل.. و ليس بالضروره أن نتعايش مع الألم بل يجب أن نستشعره كي نتخلص منه بمشيئه الخالق