هي عين جوفية طبيعية تقع جنوب القاهرة بمنطقة الامام الليثي وقد تفجرت نتيجة حدوث زلزال عام 1926 ومياهها بها نسبة ملوحة عالية وترتفع وينخفض منسوبها في اوقات مختلفة في العام ويسبب ذلك إلى اغلاق الطرق المجاورة وحاليا تقوم شركة المقاولون العرب بتوسيع وتعميق حوض.
المياة التدفقة للعين ليبلغ مساحتة حوالى 2كم مربع وحتى الآن لم تستغل هذة العين سياحيا.
تاريخ ظهور البحيرة:
المؤرخ والأثري سامح الزهار، قال فى تصريحات لـ«بوابة الأهرام»، إن عين الصيرة كانت موجودة قبل ذلك الزلزال، وهي أقدم مما حدث في عام 1926، مؤكدًا أن هناك تفريقًا فى الجغرافيا بين البحيرات الكبريتية وبين بحيرات تكونت من خلال النيل، مثل بركة الفيل وغيرها، والتى تتواجد فى كتب التاريخ المصري.
وأضاف أن عدم ذكر بحيرة عين الصيرة فى التاريخ المملوكى وماقبله، كان يرجع لعدم وجود مؤرخين يسكنون بالقرب منها أو مجتمعات بشرية، وربما لأنها لم تعاصر فترة تاريخية مهمة، ولم تلعب دورًا سياسيا مثل بركة الفيل، التى كان تغمرها مياه النيل.
وتقع بحيرة عين الصيرة جنوب الفسطاط، وهى بحيرة كبريتية اشتهرت القرن الماضي بقدراتها فى المساعدة على العلاج من الأمراض الجلدية، وتحولت فى الأونة الأخيرة لمنطقة عشوائية ومرتعًا لغسيل وتنظيف الخيول والبغال وعربات الكارو والمنازل العشوائية والقبور، ومصرفًا صحيًا لسكان المنطقة، حتى تحولت مياهها الكبريتية إلى مياه ملوثة يملؤها الصرف الصحى، وقد تحول فضاؤها العام إلى مستنقع للحيوانات وتجمع للمخالفات والتعديات.
ويوضح أرشيف الصحف المصرية الصادر عشرينيات القرن الماضي، أن الزلازل تؤدي لسقوط المبانى وتسد المجاري المائية وتكون البحرات، وأن ما تفعله الزلازل من خسائر في الأرواح لايقارن بالحروب.
ونشرت الصحف تزامنًا مع تغطيات زلزال 1926، جدول يظهر أهم الزلازل الذي حدثت في مصر منذ زلزال 27 قبل الميلاد، مرورًا بزلازل حدثت فى عصور أخرى حتى العصور الحديثة، مثل زلزال 1870م الذي تبعته 3 هزات شعر بها أهالي الإسكندرية والإسماعيلية والقاهرة، وزلزال 1887م الذي دمر منازل كثيرة في مصر والسودان وغيرها من الزلازال.
يقول الزهار إن عين الصيرة قريبة من هضبة المقطم، وهي الهضبة التى تتواجد فيها عيون كبريتية أخرى مثل عين السخنة، وهي هضبة جيرية، مؤكدا أن مصر اشتهرت منذ القدم بعيون كبريتية مثل عيون حلوان وغيرها، وقال الزهار إنه ربما يكون زلزال عام 1926م قد ساعد فى اتساع البحيرة، لكن البحيرة نفسها أقدم من الزلزال، وقد أشاد الباحث الأثري بالجهود التي قامت بها الدولة لتطوير البحيرة. يُذكر أن مشروع تطوير عين الصيرة قام بإزالة العشوائيات بمنطقة عين الحياة، وإزالة قسم شرطة مصر القديمة، وإزالة مركز شباب الإمام الليث، بتطهير البحيرة من المخلفات الصلبة وتهوية المياه لتعود إلى طبيعتها الساحرة وإنشاء جزيرة صناعية وسط المياه وعدد من النوافير، بالإضافة إلى المساحات الخضراء على جنبات البحيرة، وإنشاء مناطق ترفيهية ومطاعم ومسرح مكشوف.
وقد جاءت تلك الأعمال كى يعود لمنطقة عين الصيرة التراثية رونقها وقيمتها التاريخية لتضاهى بذلك الوجهات السياحية العالمية، وشملت أعمال التطوير إنشاء كوبرى تقاطع مجرى العيون والسيدة عائشة، وكوبرى عين الصيرة ومتحف الحضارة، وكوبرى تقاطع الإمام الشافعى مع الأتوستراد، وكوبرى تقاطع مصر القديمة وكوبرى العاشر، وكوبرى تقاطع محور الخيالة مع الطريق الدائرى، ليتغير وجه المنطقة من القبح إلى الجمال.